فما أخذَ منكَ إلا ليعوّضَك خيرًا منه، ولا حرمَك إلا ليدهشَك بعطائِه، وما ضاقَ عليك بابٌ؛ إلا ليفتحَ أبوابًا أوسعَ وأرحبَ، أو بابًا لم ترَ عينٌ قطُّ ما وراءَه، ولا أذنٌ سمعَتْ مثلَه، ولا خطرَ على قلبِ بَشَرٍ..
فالصلاة الصلاة من قبل أنْ يأتي يوم لا مردّ له من الله، ففيها والله من الأسرار والأخبار ما يُصلح شأننا كلّه؛ من الحق في الاعتقادات، والخير في السلوك والمعاملات، وهي سبب الصلاح في الحال، والفلاح في المآل، والله الموفّق من قبل ومن بعد.
قال الإمام الشافعي رحمه الله قاعدة عامة في كل ما سبق: (الحُرُّ من حفظ وِداد لحظة، ومن أفاده لفظة)،
والحكمة من الأمور التي إذا امتلكها الإنسان قلّلت وقوعه في الغلط وفي المعصية، وزادت من طمأنينته ورضاه عن نفسه. فالحكمة باختصار أن تمتلك عقلاً كبيراً فتكون من أولي الألباب.
وهذا يفيد أنّ العمل الوحيد الذي يفضُل على العمل بهذه الأيام المباركات هو جهادُ مَن لا يرجع من نفسه وماله بشيء.
فاجعلْ أيها الحافظُ هذا الكتاب لك حياةً .. إنْ لمْ يحياها مَن حولك أضاءت عليهم بنورِها .. وأسْدَلَ على بردِ الظلمات دِفْئُها..