رحلة طويلة تكاد لا تشعر بمدّتها..متنقّلاً فيها بين حلقات تجويد واتقانٍ وتحفيظ وصولاً للسّند..حين يتّصل سندٌ بسند..”سندٌ أنت آخره والله أوّله فتُكفى بهذا شرفًا مُوفَّق كُلّ من يُسِّر له الالتحاق بهذه الآكاديمية

تحقق حلمي بفضل الله، وأكملت حفظ القرآن الكريم وأتقنته مراجعةً وثباتًا وتجويدًا. لم يكن الأمر مجرد حفظ كلمات. وجدت في القرآن أنيسًا في وحدتي، وراحةً في همومي، وأصبحت أشعر ببركته في كل حياتي.

الاكاديمية بيتنا الثاني وصرح علمي مميز نسعد فيها بلقاء الأخوة من مختلف الدول نجتمع على مائدة القرآن الكريم ونحن في غاية السعادة نثبت الحفظ ونصحح الاخطاء ونتعلم التجويد ونطور مهاراتنا

كنت أبحث عن برنامج يمكنني من التوفيق بين مسؤولياتي كأمٍ وزوجةٍ ومعلمة والقدرة على حفظ و تثبيت آيات القرآن الكريم، عندها عرفتُ من كان لي الشرف بالانضمام إليهم، فكانت أكاديمية الصفا

بدأت رحلتي في هذا الصرح المبارك قبل حوالي ثمان سنوات مضت السنوات بسرعة، لكنها كانت مليئة بالبركة والعلم الذي غمر حياتي. هنا، تعلمت أن التلاوة ليست مجرد أداء لحروف، بل هي أسلوب حياة،

من فضل الله علينا وعلى الناس أن يسّر أكاديمية الصفا لنفع المسلمين، صغيرهم وكبيرهم ممن قصد بابهم، همّهم الأول إعادة بناء الجيل القرآني، وإيصال القرآن لكل بيت، بأيسر السبل وأقل التكاليف

لقد كانت أكاديمية الصفا بمثابة الظلال الورافة في زمن القيظ، يقولون المتعة في الرحلة وليس في الوجهة لكن مع أكاديمية الصفا ..فالمتعة والأجر في الرحلة والفوز في الوجهة، وهي سعادة الدنيا وجنة الآخرة

أعجز عن مدى شكري لكم أيها الأفاضل وقد بذلتم قصارى جهودكم لسير بنا إلى حيث قال الله قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه

أكاديمية عظيمة جعلت في قلبي تعلّقا بالقرآن لم أعهده، أربعة أعوام في ظلالها، ما بين تحفيظ وتجويد، فصرت أشعر أنني جزء منها، حتى أنني وجدت في حلقاتها شفاء لقلبي، وتخفيفا لحزني وهمّي!

كنتم كسحابة معطاءة سقت الأرض فاخضرت، كنا تائهين كالعطشى نبحث عن من يروي أرواحنا ويلملم بعثرة حفظنا فكنتم نعم الأكاديمية المعطاءة التي جعلت أيامنا مفعمة بالحفظ والمراجعة والتثبيت

إلى من سَعَتْ للنَّهضة بالأُمة ، إلى من بَذَلَتْ قُصارى جُهدها ؛ لتخرجَ حفاظ لكتاب الله ومُجازينَ به، إلى الحاضنة التي ضَمَّتْنا، لها ولكلِ فردٍ فيها مِنّا كل الشكر والعرفان وجزاهم الله خير الجزاء وزادها رفعةً

لقد امضيت سنوات مع اكاديمية الصفا في الحفظ والتثبيت واليوم والحمد لله انا وزوجتي وبناتي الاثنتين مع الصفا وابني عندما يكبر ان شاء الله وساستمر بإذن الله ما دامت هذه الاكاديمية